العواطف والعواصف
ما هي العاطفة
نميز عادة في الحياة الشخصية بين مجالات ثلاثة هي :النشاط والذكاء والعاطفة .وهذا النوع من التمييز ضروري عندما نريد من زاوية معينة , ولكنه ليس أمرا طبيعيا بالتأكيد , لأن هذه العناصر الثلاثة لا تنفصل عن بعضها في التجربة البشرية .وهذا يصح على العاطفة أكثر مما يصح على غيرها لأنها تحكم مجمل الحياة الجسدية والنفسية .إنها الأساس في جميع العلاقات المتبادلة بين البشر ,وفي جميع التفاعلات بين الفرد وحيطة .لا بل أكثر من ذلك ,تؤثر عواطفنا
وانفعالاتنا في نشاط عادي كالمشي ,أو نشاط تجريدي كالعقل .ومع أن العاطفة أساسية ,لا تسهل الإحاطة بها , لأنها ذات أبعاد شديدة الاختلاف .ولكي نراها بمزيد من الوضوح ,فإننا نفصل عادة بين الحالات . العاطفية البسيطة والحالات العاطفية المركبة .
الحالات العاطفية البسيطة
الحالات العاطفية البسيطة هذه الحالات هي عبارة عن الانفعالات والأحاسيس .فالانفعالات هي الجزئيات البسيطة التي تتكون منها العاطفة ,لأنها تمثل حالاتنا العاطفية ,إذا لا يمكننا تحليلها إلا عبر ملاحظتها ودراسة ما تحدثه من ردود فعل .وهي تتحكم من خلال ارتباطها الوثيق بإحساساتنا في جميع تحركاتنا ومسلكياتنا (كا لانتظار والبحث والهرب والصراع ), وذلك انطلاقا من معايير بسيطة ومتصارعة (كا للذة والألم , والارتياح والانزعاج ) وهذه الأخيرة هي في أساس انفعالاتنا وتؤثر أيضا في إدراكاتنا . وعلى هذا الأساس ,يمكن أن نميز بين الأفراد تبعا لقواعد معينة .
القطبية العاطفية الثنائية
إن علم النماذج البشرية المرتكز على الحالات العاطفية البسيطة يقوم على عوامل بسيطة .
وهذا العلم يميز ما بين نموذجين كبيرين انطلاقا من الثنائية القطبية : الخارجي / الداخلي .وقبل ذلك ,كان ألفرد بينيه ,واضع أول اختبارات معدل الذكاء ,قد ميز بين نموذج موضوعي (يتجه نحو العالم الخارجي ),ونموذج ذاتي (يتجه نحو العالم الداخلي ). وهذا التمييز يحوله يونغ إلى نظام شامل عبر تحديده للنمط الانفتاحي (المفتوح علي العالم الخارجي ),وللنمط الانقباضي
(المرتد عن العالم الخارجي ) غير أننا نجده أيضا عند نموذجي فريدمان وروزينمان المعروفين باسم ((أ)) (الهرب /الصراع ) و((ب)) (الانطواء على الذات ), كما نجده عند نموذج لافونتين
البصري (النشط )والسمعي (المتفكر).
|